في آخر دورةٍ له، أضاف
المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الرومانية عيداً جديداً إلى تقويمه الطقسي
مكرّماً فيه أيقونة والدة الإله العذراء القائدة والموجودة في دير نيامت Neamț في الشمال الشرقي لرومانيا.
فقد قرر المجمع يوم الخميس الفائت أنه سيتم الاحتفال
بهذا العيد الجديد في 9 تموز ابتداء من عام 2019م، وذلك بناء على الاقتراح المقدّم
من قبل مجلس مطرانية مولدافيا وبوكوفينا. جاء هذا الخبر بحسب تقارير وكالة باسيليكا للأنباء في الكنيسة الرومانية.
وفي نفس الجلسة تمّ التصديق على نصوص السنكسار والغروب
والسحر والطروبارية والقنداق بالإضافة إلى خدمة المديح الخاصة بهذا العيد من أجل
تكريم الأيقونة.
أضافت الكنيسة الرومانية عددًا من الأعياد إلى تقويمها
في السنوات الأخيرة. فقد كرّمت الكنيسة في شهر شباط أيقونة "سيرياكا" العجائبية
لوالدة الإله والموجودة في دير غيغيو. كما تمت إضافة القديسة مطرونة من موسكو إلى
التقويم في نفس الدورة للمجمع المقدس.
كما تمّ تكريم القديسين دانييل وميصائيل من دير تورنو، والقديسين نيوفيطس وميلاتيوس من دير ستانيسوارا في شهر شباط 2016م، وتكريم المطران يعقوب بوتينيانول من مولدوفا، والآباء سيلاس وناثان وبايسييوس من دير سيهاستريا بوتني في
شهر أيار 2017م، وتكريم المطران يوسف نانييسكو والناسك جورجي لازار في شهر آذار من
هذا العام.
معلومات عن الأيقونة العجائبية:
تعدّ الأيقونة العجائبية لوالدة الإله في دير نيامت Neamț هي أقدم أيقونة موثّقة في رومانيا، وتعتبر الأكثر قيمةً من الناحيتين
التاريخية والروحية.
تم التبرّع بالأيقونة إلى الأمير ألكساندر حاكم مولدافيا
في عام 1401م من قبل الإمبراطور البيزنطي مانويل باليولوجوس. وقد عزّزت هذه
الأيقونة الإيمان المسيحي الأرثوذكسي للحكام والرهبان والمؤمنين في جميع أنحاء
رومانيا وذلك على مدى أكثر من 600 عام.
تعتبر هذه الأيقونة نسخة عن أيقونة لوالدة الإله من
العام 35 للميلاد وقد رُسمت بتكليف من القديس جرمانوس في عام 665م في اللدّ.
في بداية فترة اضطهاد الأيقونات في أيام الامبراطور
البيزنطي ليون الأرمني في عام 714م، تمّ إخفاء الأيقونة. وفي عام 716م تم إرسالها
سراً من قبل القديس جرمانوس إلى البابا غريغوريوس الثالث في روما، وبقيت الأيقونة
العجائبية في كاتدرائية القديس بطرس في روما لمدة 106 أعوام.
بعد انتصار الأرثوذكسية في الشرق، ونهاية فترة اضطهاد
الأيقونات، أعاد البابا سيرجيوس الثاني الأيقونة إلى القسطنطينية، وتم استقبال
الأيقونة باحتفالٍ مهيب من قبل الإمبراطورة القديسة ثيودورا والقديس ميثوديوس بطريرك
القسطنطينية والمؤمنين في الإمبراطورية البيزنطية، وقد بقيت الأيقونة في دير
هيليوباترا Heleopatra لمدة 555 عاماً.
في عام 1401م أرسل الإمبراطور مانويل باليولوجوس ثلاث أيقونات
تم تقديمها لتعزيز التحالف بين الإمبراطورية البيزنطية وإمارة مولدوفا وهي:
-
أيقونة للحاكم ألكساندر، والمعروفة الآن بالأيقونة العجائبية
للقديسة حنة في دير بيستريا Bistrița في رومانيا.
-
أيقونة لزوجته الملكة حنة، والمعروفة الآن بالأيقونة العجائبية
لوالدة الإله في دير أغابيا Agapia في رومانيا.
-
أيقونة للمتروبوليت يوسف موات والمعروفة الآن بالأيقونة العجائبية
لوالدة الإله في دير نيامت Neamț في رومانيا، والتي تمّ تقديمها في السابق إلى دير هيليوباترا Heleopatra في القسطنطينية من من قبل القديس جرمانوس.
بقيت الأيقونة في كنيسة القديس جاورجيوس الأرثوذكسية بالقرب
من بلاط أمير مولدوفا لمدة 14 عاماُ. وفي عام 1415م تم إحضارها إلى دير نيامت Neamț واستقرت فيه إلى اليوم.
خلال الغزو العثماني في حزيران 1821م، تم إخفاء الأيقونة
تحت الأرض في جبال روسو حتى تشرين الأول عام 1822م. واليوم يوجد إسقيط صغير باسم "الأيقونة"
في جبال روسو في الموقع حيث تم إخفاء الوثائق المسيحية القيمة وكل ما يتعلّق
بالكنيسة بأمان في عام 1821م.
يتم حفظ هذه الأيقونة العجائبية بشكل جيد في دير نيامت Neamț نظراً لقدمها، وهي مغطاة بغلاف فضي مذهب منذ عام 1853م.
صور لدير نيامت Neamț:
تعليقات
إرسال تعليق