تحدث صاحب السيادة المطران يوحنا متروبوليت فارنا من
الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية ضد محرقة الجثث التي يتم بناؤها في مدينته. فقد وصف
سيادته الاحتفال الذي أقيم يوم الخميس الفائت بالحدث "المأساوي والمؤسف
والمروّع". أوردت الخبر صحيفة صوفيا غلوب.
فمن المتوقع افتتاح موقع المحرقة في شباط أو آذار من
العام المقبل كما قال سيادته في خطابه الذي نُشر باللغة البلغارية على موقع الكنيسة البلغارية.
يشير سيادته أنه يدرك حجم مشكلة العثور على مواقع جديدة
للمقابر في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، لكن بالمقابل يؤكد أن محرقة الجثث
ليست هي الحل لأنها تقضي على عادات الناس بخصوص موضع دفن أقربائهم وأحبائهم. وقد
حاربت عدة دول أرثوذكسية أخرى، مثل اليونان، ضد موضوع إحراق الإنسان بعد موته.
لقد وقفت الكنيسة الأرثوذكسية بثبات وحزم ضد عادة حرق
الجثث لمدة ألفي عام انطلاقا من مفهوم الحفاظ على كرامة جسم الإنسان كونه هيكل الروح
القدس، فالإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، وأجسادنا تترقب القيامة المجيدة في
مجيء المسيح الثاني. يضيف المطران يوحنا إن الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة تنظر إلى
بناء محرقة أو بناء مثل هذه الوسائل هو خطيئة وكفر، مع الإشارة إلى أن حوالي 60 ٪
من البلغاريين ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذكسية.
وفي تعليق على نفس القضية، فقد وصف عدد من مطارنة الكنيسة
اليونانية بناء محرقة في باتراس بأنها "حرب ضد الكنيسة". كما أعلنت
كنيسة قبرص في نيسان 2016 أنها لن تحتفل بجنازات أولئك الذين يتم إحراقهم بعدالموت.
يكمل سيادته أن المسيحي الذي يريد حرق جثته بعد موته،
يظهر أنه لا يؤمن بقيمة الجسد ولا يحترمه، بل ويرفض قيامة الجسد. وهذا ناجم عن
تأثره بالعديد من التعاليم الهرطوقية الغريبة. إن هذه القضية هي قضية عقائدية.
ويسلط سيادته الضوء على جنازة الرب نفسه كمثال لنتبعه. فقد
تم التعامل مع جسد المسيح بأقصى قدر من الاحترام والتقديس، وجرى لفّه بكتان ناعم
ممسوح بطيوب غالية الثمن.
لقد لاحظ المطران يوحنا أن محرقة الجثث تفرضها المصالح
التجارية، لكنه يرى أن على البلدية البحث عن حلول أخرى للمشاكل في حوارها مع
الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية.
حقوق النشر © 2018 لموقع OCNN
تعليقات
إرسال تعليق